بعد ان طرحنا الجزء الاول الاسبوع الماضي ، نضع بين ايديكم الجزء الثاني لقصة نجم كبير ، تشافي هيرنانديز نجم نادي برشلونة الاسباني ، وافضل لاعب خط وسط في عام ,2009
سيرة هذا الكاتب الذي ألفه اللاعب نفسه ، ترحل بنا إلى عوالم حياة شخصية رياضية كبيرة ، أعطت الكثير لعالم كرة القدم ، ونضع أمامكم الجزء الثاني من سلسلة "تشافي" الغير عادية.
في سن الخامسة صار بالإمكان أن انتسب إلى مدرسة كرة القدم ، وجدي (من جهة أمي) "جاومه" ، كان لديه سيارة سيات 127 ، كان يصحبنا إلى هناك ، لقد كان يعشق التفاخر بمهارات أحفاده كلما سنحت له الفرصة.
"جاومه" كان أكثر الأشخاص حبا لكرة القدم في عائلتنا ، كما كان وبطابع خاص ، من أكثر الأفراد تشجيعا للبارسا ، لقد كان يمتلك نادي "القديس جوسيب" الأمر الذي يؤكد امتلاكه لموهبة كشف المواهب ، أذكر مرة أنه قال لأبي وأنا لم أنهي السادسة بعد ، "ابنك هذا ، تشافي ، نجم ، امنحه بعض الوقت وسنراه جميعا يلعب في البارسا ، الأيام ستثبت لك ذلك ، ، ،"، أمي كانت تغضب منه وتطلب ألا يظهر نوع من التمييز في المعاملة بيني وبين أخوتي فالجميع كان يمارس كرة القدم ، كان يقول لها "لا تغضبي ، تشافي يمتلك أشياء لا أعرف ما هي ،، ، ولكنها تميزه عن الآخرين ،"أما أبي فكان دائما يقول أن عليهم الانتظار فالوقت ما زال مبكرا ، ولكن جدي دائما ما كان يفتخر بي أمام الجموع ، "حفيدي ، سينتهي لاعبا في البارسا".
المتعة الحقيقية كانت تتمثل في متابعة مباريات كرة القدم على التلفاز مع جدي ، مغامرة بالفعل ، وبخاصة عندما يكون الفريق الذي يلعب هو ريال مدريد ، فالمتعة هنا تزداد كثيرا ، في حياتي كلها لم أجد شخصا معاد لريال مدريد مثل جدي ، لقد كان يدير وجهه لأي شخص يكلمه إذا كان من "الميرنغي" (كان هذا هو لقب الريال المفضل لجدي) ، كان يقول لنا عندما يشاهد ولدا صغيرا يرتدي قميص الريال "مع هؤلاء إياكم أن تتحدثوا" ، ومن شدة كرهه لهم كان - عندما يخسر الريال - يشتري صحيفة "أس" المدريدية من أجل التمتع بقراءتها ، لقد كان يشعر بالنشوة وهو يقلب صفحاتها.
جدي كان ذو مزاج حاد وصعب ، أما جدتي باكيتا فقد كانت لطيفة جدا ، بسيطة ، حنونة ، تتمتع بقلب كبير ، ودائما ماكانت تسدي نصائحها لنا ، لا تقطع الطريق لوحدك" ، "ابق في المجموعة مع زملائك" ، وأيضا كانت بارعة في الطبخ ، ولحسن الحظ فإن أمي قد ورثت هذا عنها.
كنت أتكلم مع أختي "أريادنا" كثيرا في الليل قبل أن ننام ، كانت تحكي لي عن زميلاتها وأصدقائها وما يحدث معها في المدرسة ، لقد كانت تتكلم لساعة يوميا قبل أن ننام ، ولا أخفي إعجابي بشخصية أختي أبدا لقد كانت تستطيع التعبير عن ما تريد بشكل سريع مباشر ، دون لف أو تحايل ، على كل حال ، بعد فترة صرت أعرف عن حياتها الشخصية أكثر مما أعرف عن حياتي ،،، ، لقد كنا متفاهمين بدرجة مطلقة،.
مدرسة كرة القدم في تيراسا
في مدرسة كرة القدم "جاباك" استخدمت رأسي لأول مرة في التعامل مع الكرة ، في ما سبق كنت أخاف من ذلك ، هناك سددت الكرة برأسي لأول مرة في حياتي ، "لورنثو" و"غيندو" دربا الفريق حينها ، في وقتها كنا نفكر فقط في أن نأخذ الكرة ونسددها نحو المرمى ، لم نكن نفكر أن كرة القدم أكثر من هذا.
هنا تقدمنا في كرة القدم ، أذكر في إحدى المباريات التي كنا نلعبها ، تقدم بقية اللاعبين في الفريق نحو الأمام من أجل مساندة الهجمة ، وبقيت أنا في الخلف لأغطي بعض المهام الدفاعية ، أبي صرخ حينها "هيا تقدم إلى الأمام ، ماذا تفعل ؟" ، فقلت له بهدوء "أبي ، لا ، من سيدافع إذا ارتدوا علينا بهجمة؟".
بعد عام ونصف ، تولى أبي منصب مسؤولية الإدارة العامة في نادي تيراسا ، وتوصل إلى اتفاق مع "إدواردو بوساداس" ، الذي كان رئيس النادي حينها ، جعلنا أنا وأخوتي نلتحق بصفوف النادي مع أن العمر الطبيعي في للانتساب كان 9 سنوات ، أخوتي كانوا يتدربون في وقت مختلف عني لأننا كنا نلعب مع فئات مختلفة ، لذا كنت ألتقي بهم قليلا هناك.
تدريبي كان يبدأ في السادسة بعد الظهر ، ولكني كنت انتظر أبي لينهي أعماله في الحادية عشرة ليلا ، وهذا سمح لي بالتدرب والاختلاط ومشاهدة الأولاد الأكبر مني سنا.
"أنتونتيو لاديرو" ، أول مدرب عرفته - كمدرب بمعنى بحت للكلمة (حرفي) - ، أمضى ثلاث سنوات يبني فريقا ، وأذكر بالتحديد المباراة النهائية التي لعبناها في كأس (رابطة بنيامين لكرة القدم) ، وكانت أمام فريق للقديس "كوجات" ، يومها خسرنا بركلات الجزاء ، مدربنا "لاديرو" ، رمى بحمل المباراة يومها على الحكم ، لقد حاول أن يخفف عنا فقط ، ولكن من المستحيل أن تواسي أطفالا خسروا النهائي الأول لهم بطريقة كركلات الجزاء ، يومها دخل أبي لغرفة تغيير الملابس التي أصحبت مثل دور الجنازات - في محاولة لإخراجنا من حالتنا - وقد رفع معنوياتنا جميعا ، وسلم علينا واحدا واحدا.